Duration 7:44

د. عدنان إبراهيم مصدوم بسبب الكثير من الليبراليين العرب USA-ES

1 116 watched
0
57
Published 17 Apr 2021

✍ المُثير للأسف الشديد في الحالة العربية، وربما الإسلامية بعامة، لكن نحن الآن كعرب نتحدَّث على الأقل عن الحالة العربية، هناك شعوب إسلامية خير حالة منا ولو نسبياً على الأقل، حتى لا نظلم الآخرين، فهذا ليس من باب التعصب العروبي، لكن حتى لا نظلم إخواننا المسلمين الآخرين في العالم الإسلامي المُترامي والمُوزَّعين في أمم وفي دول كثيرة، المُثير أن الكل يفعل هذا على تفاوت، فقط ينتظر اللحظة التي تُمكِّنه من أن يُقصي الآخر ويقمعه ويقطع لسانه، وهذا شيء غريب! والأمر لا يقتصر فقط على الإسلاميين، فهذا يفعله الإسلاميون وغير الإسلاميين. ✍ هناك تحريض على الإقصاء والقتل والطرد، وهذا منطق مُخيف جداً، ونحن مصدومون! أنا شخصياً – أُحِب أن أحكي كما عودتكم ضميري – مصدوم بكثير من الذين يرفعون راية الليبرالية. العلماني لا يهمني، من المُمكِن أن أكون علمانياً وأكون استبدادياً من درجة أولى، هذا أمر عادي ويحصل! هتلر Hitler كان علمانياً، هتلر لم يكن دينياً، وكذلك موسوليني Mussolini، فموسوليني لم يكن رجل ديني أو ثيوقراطياً أبداً، وإنما كان علمانياً، والنظام النازي نظام علماني حقيقي حتى النخاع. قد يكون أحدهم علمانياً ونازياً، هذا أمر عادي، لكن لا يكون ليبرالياً ونازياً، ولا يكون ليبرالياً وإقصائياً، هذا لا يُمكِن! أنت ليبرالي، أي التزامك الأول الرئيس بالحريات، ليس بالحريات لليبراليين وحدهم، بل بالعكس! في الموقف الليبرالي المُتطرِّف – هكذا يُسمونه، في كل شيء طبعاً هناك وسط وطرفان – كل الآراء والاجتهادات عندها الحق أن تكون وأن يُصدَع بها، مهما كانت! وهذا ينطبق حتى على الآراء النازية والفاشية، من حق أصحابها أن يحملوها وأن يُدافِعوا عنها. وهنا يختلف طبعاً الليبراليون. ✍ هناك ليبراليون مُعتدِلون مُتوسِّطون يُجادِلون ويُسائلون ويقولون نحن لا نُعطي أعداء الحرية هذه الفرصة لكي يُعبِّروا عن اغتيالهم للحرية، فنحن نعمل على نقض أنفسنا ودعوتنا وأفكارنا وقناعاتنا؛ لأن هذا غير منطقي. وهذا الدفاع بحد ذاته ضعيف جداً وهش ويُقنِع أيضاً الشعوب غير المُتمرِّسة بالحجاج الصحيح، فهناك مُحاجة أقوى منها تقول أنت من أجل أن تحمي هؤلاء المُتطرِّفين العنصريين، في الحقيقة كل ما تقوم به أنك تُولي أقل الناس عدداً على الأقل وتعاطفاً معهم حاجة إلى الحماية الحماية، في مُقابِل الأكثرية الكاسرة التي ستُكرَث بنتائج هذه الحماية. هذا الكلام فيه منطق، وهذه المُحاجة لفيلسوف أمريكي، بمعنى أن العنصريين قلة مثل مَن يُسمونهم بالنازيين الجدد مثلاً، وهؤلاء موجودون في أوروبا وفي أمريكا، لكن كم عددهم؟ مَن الذي يقتنع بهذه الأفكار؟ هذه الأفكار دفعنا ضريبتها أثماناً باهظة وتكاليف مُؤلِمة مُخيفة من الدموع والدماء، وهؤلاء قلة قليلة! لماذا نحن بهذه الليبرالية المُتطرِّفة نريد أن نحوطهم بحمايتنا وهم أقلية؟ في مُقابِل ماذا؟ في مُقابِل الذين هم ضحايا لعنصريتهم من المسلمين واليهود والسود، إلى آخره! وهم كثرة، عشرات ومئات الملايين سيدفعون ثمن حمايتك لهذه الأقلية. يقولون غير مُتوازِن الموقف! ومن ثم يرد عليهم أصحاب الموقف الليبرالي المُتطرِّف، يقولون ما تفعلونه في نهاية المطاف هو أنكم تتركون الغضب والقناعات تغلي تحت السطح، أنتم منعتموها من أن تُعبِّر عن نفسها بهذه الحُجج، لكن هل سوف تفنى؟ لن تفنى، هذا الذي يحمل أفكاراً نازية لن يقضي على أفكاره أنك تمنعها أن تظهر إلى العلن، ستبقى في الداخل تعتمل، سيعمل من تحت الأرض ومن خلف الكواليس، سيكون أشد خطورة. علماً بأنه قد يُنظَر إليهم من بعض الناس الذين لديهم استعداد لهذا على أنهم ضحايا! يُقال هؤلاء ضحايا للقمع وضحايا للإقصاء، فتزداد مساحة التعاطف معهم، وهكذا نكون خدمناهم أكثر. ✍ انظروا إلى هذه النقاشات في العالم الغربي! الهاجس عنده – عند الليبرالي المُعتدِل وعند الليبرالي المُتطرِّف – هو ألا يكون محسوباً على قامعي الحريات، هذا عار عندهم. سبحان الله هؤلاء بلغوا شأواً بعيداً في احترام الإنسان وفي تقديس حاجاته. أما نحن، فما زال الإنسان عندنا صرصاراً من الصراصير، المسألة مسألة أعداد وأرقام، وهذا ابتذال في ثقافة روحها الدين – ثقافة العرب والمسلمين روحها الدين، وأعني بالدين هنا الإسلام بالذات؛ لأن أكثرية هؤلاء مسلمون –، وهذا الدين لا دين مثله ولا تشريع مثله في التحريج في دماء الناس وحقوقهم وحرياتهم، لكن هذه المسألة تحتاج إلى مواقف أخرى نُفصِّل فيها القول، لماذا؟ لماذا تبقى هذه النصوص مُجرَّد أشياء تُبتذَل لدينا على المنابر؟ هى تُبتذَل، مُجرَّد كلام لا تأثير له تقريباً في حياتنا إلا في الحدود الدنيا البسيطة، عملياً ليس له تأثير، لماذا؟ هذا لغز لا بد أن نُفكِّكه ولا بد أن نحله. وإلا في النهاية، سوف نصل إلى مرحلة تخف وتبتهت فيها قناعتنا بهذا الدين وقدرته على أن يمدنا بأسباب التغيير نحو الأفضل ونحو الأحسن. ----------- مُستخلَص من خطبة حرية التعبير https://bit.ly/3s88tlM� ��​​​​​ للدكتور #عدنان_إبراهيم​​​​​​. #الليبرالية #العلمانية #هتلر #موسوليني #النازية #الغرب #العرب #المسلمون #الإسلام #الثقافة #الليبراليون #العلمانيون #الإسلاميون

Category

Show more

Comments - 0